مؤخراً، بعد العودة المجيدة في زيارة للوطن وللأردن، اتابتني مشاعر
جديدة، ولكن ليس هذا هو الأهم. الأهم شعور بسيط صغير مزعج عندما ينصنفي أحدهم في
فلسطين بأني "لست من هنا"، ففي فلسطين لم تزعجني سابقاً، فمن الواضح أن
الجميع يعرفون بلا شك لهجتي العمّانية الأقدم من اللهجة العمّانية البيضاء
الموجودة الآن، تلك اللهجة التي اكتسبتها من سنوات الخليج الطوال، ولم يزعجني في
فترة أربع سنوات من الاستقرار في رام الله إدراك الناس لتلك النقطة، ولكن ازعجتني
وانتباتني موجة إزعاج عارمة عندما نطقها أحد السائقين هذه المرة. كيف يجرؤ
بأن يصنفني بأني لست من هنا، وأنا التي من هنا أكثر من كثيرين، أنا التي أحب هنا
الخاصة بنا أكثر من نفسي!
لم ترف عيني للحظة عندما وصفتني امرأة اليوم في عمّان بأني لست من
هنا، عمّان ليست مكاني أو موضعي أبداً، ولا أظنها يوماً ستكون.
كل الحب لرام الله، لتلك الأسود والتماثيل الثابتة المتعِبة لذاكرتنا
المزدحمة بالمكان وبكل تفاصيلها، حتى تلك التي لم نعشها، ولم نختر ألا نعيشها.
No comments:
Post a Comment