أصبح من الصعب عليي أن أسمع تحليلاً جديداً عني من المحيطين فأستغربه، فكل ما يقال وكل ما يقولونه أعرفه عن نفسي جيداً، فأنا تلك التي تدعي أنها تعرف نفسها جيداً. تلك التي تدرك ما فيها وما يحيط.
التحليل الذي أعجبني يقول أن وجهي يرتخي ويختلف وتختلف ضحكتي مع أولئك الذين أحبهم وأرتاحهم فعلاً، أولئك الذين يلامسون مساحةً في روحي موجودة فقط لهم، أولئك الذين يكونون هم الطريق في أغلب الأوقات.
وهذا موجود، موجود فعلاً ولكن تلاحظه هذه السيدة لأول مرة، تلاحظه كثيراً بشكلٍ غريب.
نخبٌ آخر أعجبني، صديقتي وهي تقول "لمجد، تلك التي تتغير الدنيا وهي تجيء وتعود كما هي، دون أن تتغير". وهذه العبارات مهمة جداً لي، مهمة جداً لمجد التي تتغير كثيراً دون أن يلحظ أحدٌ تغيرها، تلك التي مع الزمن تتمدد. أنا تلك التي حسب حديث صديقنا "التي لو عرفها أفلاطون لكتب لنا مدينة جديدة دون أن يدركها"، أنا تلك.
هذه المدونات أصبحت موغلةً بالأنانية الشخصانية الشخصانية، أنا تلك. تلك الكثيرة البعيدة القريبة، القريبة من كل ما تحب. القريبة منكَ مع إنكارك المبطن لكل ما فييَّ يا عزيز.
على هامشٍ صغير ذاتي أيضاً، لم تستطع معدتي الحديدية أن تكون حديدية كما يجب وكما كان، لم أعد أستطيع أن آكل بنفس الكمية والشغف والسرعة. أنا ذات المعدة التي لا تتغير، من الواضح أن جسدي بدأ يهرم، ويطلب مني اهتماماً من نوعٍ آخر. نوع يتطلب اعتناءً بالطعام والوزن ومدى الطعام.
أنا تلك، التي تفقد رويداً رويداً ذاكرتها، إحساسها بالوقت والزمن، وقدرتها على مجاراة ما يكون. أنا تلك التي تمضي وقتاً الآن وهي تدرك أهميته، وتعبها باستمراريته بهذا الشكل، بهذا الشكل الذي لم يكن منهِكاً لي يوماً. ها أنا أتغير.
أنا التي لم تعد تقدر على الكتابة كما كنت وأنا التي أعشق الكتابة شغفاً وحباً.
أنا تلك التي لم تكمل طريقاً أبداً، وخاصة الطرق الطويلة الشخصية. أنا التي أدركت أنها لا تكمل طريقاً بأي شكلٍ كان.
No comments:
Post a Comment