سعياً للزمن
ليسَ لي من ذاك البحر إلاك، ليسَ لي منهُ أي شيء..
بحر درويش الذي كان له، هو أنا كما رأيتُ بحري يوماً، فالمحيط الأطلسي بكبره أزعجني، وخيالات بحر بريطانيا التي تعود لي وترحل في كل فترة ليستْ لي، وهذا الخليجُ يبقى الخليجَ لا أكثر.
ذاك البحر، وتلك الرمال هي لي..
وفي فترة التغيرات قررتُ البقاء مع الرحيل، لأن الثبات غير موجود، ولا باقٍ إياه..
ولأن البقاء سؤال الاستمرار، ولكن هل هو خارج الزمن؟
سؤال البقاء يقف هناك حيثُ وقفنا، حيثُ قررَ الوعي أن يتوقف بنا وحيث قرر الزمن أن يقول سأكون فلن تكونوا..
هناك لا نربي الأمل، ولا نربي القيامة.. هناك تصبحُ جميع المفاهيم هي السراب، هي السراب المطلق، وتتحول الحياةُ فجأة لدوامةِ أرقامٍ لا تنتهي..
قرار الزمن بالاستمرار هو قرارهُ لي بأن أتوقف بالمكانِ هناك ويستمر هوَ، هوَ الزمن
أن يستمر الزمن فأقررُ أنا، حبيبةُ الأماكنِ والمدن، أن ألغيَ المكان كلّه لإني لا أجدُ الزمان فيه..
أن ألغي كل نخزةٍ بالمكان لأتوقف هناك في تلك اللحظات وفي ذلك الزمن
في الزمن الذي عيّا أن يمشي ولو كسلحفاة
في الزمن الذي قررَ أن يلغي كلّ ما كان قبله وكلّ ما سيأتي بعده..
أن يتوقف كلّما قررتُ أنا السعي، فيظهرُ أني لن أبرحَ السعي.. السعي إليكم كما يقول فواز حداد..
لم يتوقف الزمن وقتما بدأنا، ولا وقت للنهاية، فالزمن لا يسمح والنهاية لن تركض لي..
وسأتوقف دائماً عند أغنية على الأغلب لم تكن مقصودة، أو كانت ولكن لم أكن أنا أنا
No comments:
Post a Comment