الرؤيا - 1
وفي بعض الحالات نرى أن العلاقةَ بالمحبوب لا تكتملُ إلا بالرؤيا..
ولكن ما مدى تحقق هذه القاعدة؟
هل من الضروري أن تتحقق الرؤيا والتواصل اللفظي والواجهي، ولكن لنقل
أنَّ جوابك نعم، ماذا نُفسرُ إذا قاعدةَ "الإحسان: أن تعبدَ الله وكأنكَ
تراه, فإن لم تكن تراه هو يراك" ؟
هل تكفي الرؤيا من جانبٍ واحد؟
الإيمانُ بالآخر, المكتملُ والمكمِلُ للنفسِ, لربما هو شيءٌ مهم,
شيءٌ يسهلُ على البعض ويستعصي على آخرين، فما أهميةُ الرؤيا والتواصل الوجاهي مع
الله، وعندما نتكلم عن الله والحديث معه بصفتهِ الآخر, وبصفتهِ أنا، بصفتهِ كلَّ
شيء، وبصفتهِ الحب والوجودَ والحياة وما يحيطنا، نعودُ هنا للفكرةِ الصوفية لأصلِ
الحب، ولفكرةِ أن الحبَ هو الله والله هو الحب والكون.
هل طلبُ الرؤيا نوعٌ من العصيانِ؟ وهل الإيمانُ المطلقَ دونَ الرؤيا
مشككٌ فيه؟ وبشكلٍ أبسط، هل الإحساس يأتي من الحواس الخمس فقط، أو الست؟
لا تفهموني بشكلٍ خاطئ، فأنا شخصياً لا تهمني الرؤيا, لم تهمني من
قبل ولن تهمني اليوم أو بعدَ ألف عام، فعندما يسري مع الروح ويتغلغل كالأُكسجين
داخل الرئتين لا يعودُ هناك مجالٌ للشكِ والتشكيك.
نمشي داخلَ الجسدِ قليلاً نرى الروح التي لا يمكنُ القبضُ عليها، هي
تتوغلُ بسلامٍ أو برعب داخل هذه الخلايا كافة، ولا أحد يقيسها، لا أنتَ لديك روحٌ
أجمل ولا أنتَ لديكَ روحٌ أصغر، فهذه المفاهيمُ نسبية خلقناها نحن..
لم أجلس لساعاتِ تأملٍ لاستشعره ولكنهُ بجانبي.
لم أنسَ نفسي لأتأكد من وجوده ولكنهُ بقربي.
لا أفكرُ فيه عند كلِ كلمة ولمسة وتحرك لكنهُ لا يغيب.
منذُ أيام كانت أول مرةٍ أستشعرُ فيها الفراغ والهدوء، في مكانٍ
يكونُ ممتلأً. ما السر؟ ما سرُ الهدوءِ الذي أراحني بالرغم من أنني أكرهه.. أكرهُ
الوحدةَ والشعور بها, ولأولِ مرة كانت هي الراحة.
أَمِنَ التعبِ تُخلقُ الراحةُ لدينا؟
No comments:
Post a Comment