تعلمتُ شربَ القهوة
وأهمُ إنجازٍ بالنسبةِ لي هذا العام أنني تعلمتُ شُربَ القهوة!
نعم نعم القهوة! أستغرَبتِ يا أُماه؟ نعمُ تعلمتُ شُربها حلوةً كما تحبينها ومُرّة كما يعشقها الآخرون..
لربما كانَ هذا غريباً لفتاةٍ لم تشعرْ بلذةِ القهوةِ العربية أبداً, لم يعجبها سوا القهوة الأمريكية مع الحليب -أو المبيض- .. تعلمتُ شُربَ القهوة, ونعم أقولُ تعلمتْ! لأنه لم يكن شيئاً سهلاً في البداية.. ومن الغريب والمثيرِ أنَّ أولَ فنجانٍ شربتهُ كاملاً كانَ في منزلِ أسيرٍ مُحَررْ.
لم أدمِنِ القهوةَ كما هو المُعتاد, فقد علّمتُ نفسي ألا أدمِنَ شيئاً في هذه الدُنيا مهما كان, الأرجيلة, القهوة, الشاي, الدخان وحتى الأشخاص, ومتى ما شعرتُ ببداية تعلقي أي أحد أو أيِّ شيء أُبعِدُ نفسي عنه مهما كانَ ثمنْ.. ليستْ أنانية ولكن لديّ اعتقادٌ أن هذا هو الأفضل..
أنا موقِنةٌ أني مقصرةٌ بحقِ ربي من حيثُ العِبادات, ولكن حمداً لله إيماني يزدادُ قوةً يوماً بعدَ يوم..
من المذهل كم منَ الأفكارِ تزاحمتْ ببالي بصورة هذا الفنجانِ من القهوة, بالرغمِ من أنها قهوةٌ سادة - تلك التي تقدمُ في الأعراسِ والعزاء- ومن منظهرها أناه قهوةٌ خليجية لا التي نقوم بتجهيزها في بلاد الشرق الأوسط لذات المناسبات.
حِناء ومناكير, خاتمٌ مُلفِتٌ ببساطته وثوبٌ لا بدَ جميل كالأناملِ التي تخرجُ من كُمِه.. وقهوة.. فنجانُ قهوةٍ واحد في صورةٍ لا أدري من أين ظهرت لي نادتْ بآلاف الأفكار ..
8\3\2014
No comments:
Post a Comment