أنا في الصورِ لا أعرفني
بأي حق نستمرُ بالتقاط
الصور؟؟
أنا لا أعرفني في صوري المؤخرة، وكلما
اقتربت الصورة أو بعُدَتْ أنا لا أعرفني. أنا لا أعرفُ سبب التقاط هذه الصور أو من
تكونُ تلك في الصورة. أنا لا أعرفني، لا أعرفُ بسمتي أو ضحكتي أو وجودي في تلك
الصور. أنا لا أدركني. ولا زلتُ لا أتذكرُ الوجوه. لا أذكرُ الوجوه ولا أذكرُ
الوجود.
بأي حقٍ نلتقط الصور العشوائية والناس هم
هم، والفصولُ هي الفصولْ..
أنا لا أعرفني يا عزيزي.
أنا لا أعرفُ دواخلي ولا أعرفُ ما
يجري..
نعيدُ محاولةَ الصورة وأنت لا تفهم ماذا أريد، لماذا يعيد أحدهم صورة
أو يريد استحضارَ اللحظة.
لماذا تعلقُ صورة ببال كثيرين؟ كيف تعيدُ لحظة؟
طيب.. هل تعيدُ بناء سيرورتها التاريخية وكأنها حضارة وتريدُ بثها من
الرماد، أم أنها فزلكةٌ لا داعي لها.
أنا في الصورِ لا أعرفني.. أنا في الصور لست أنا..
أنا هناك ولست أنا .. من هؤلاء في الصور؟ من تلك التي في الصورة ..
كيف تكونُ هي أنا ..
لماذا نلتقط الصور، لماذا نحاول إعادة بناء المشهد مرةً فألف، فأجد ملفاً كاملاً بمحاولةِ استحضارٍ بائسة. وهل ترتبَ العقل على محاولات الاستحضارِ البائسة. هل ترتبت الملفات الداخلية على استحضارِ ما كان وما لم يكن، فلم يعد ينفعُ لا الواقع ولا الاستحضار ولا حتى الانتظار.
طيب، في محاولات الاستحضار البائسة من يفوز؟
طيب.. مجدداً: لماذا لا أعرفني في الصور؟