في الثامن والعشرين من كل مايو
الثامن والعشرين من الشهر
الخامس في كلِ عام، التاريخ الذي لا تخونني فيه الذاكرة! التاريخ العصي على
النسيان.. نسيتُ السنوات ونسيتُ سيرها وعَلِقَ التاريخ. عَلِقْ وأبى الرحيل.
تخونني الذاكرة كل مرة، كل
مرة في موعدٍ أنساه وشخصٍ لا أدركُ وجوده، تخونني عندما أحتاجها مع مَن أراهم يومياً ولكن لا تخونني في ذكراكَ أبداً.
رحَلتْ وكأذكرُ أنه كان نهاراً ولكني أذكره في الشتاء، كيف أصبح صيفاً؟ وتزامنَ مع رمضان الآن! جاء التلفون الظهر، وكانَ سبتاً كما اليوم، ونبهتنا من قبلْ، في تلك الرحلة التي كنتَ في طريقكَ إليها في ذلك السبت. في ذلك المكان الذي لم تسمح لنا بأن نعبره معك. كانَ سبتاً وكنتَ نوراً ورحلتْ.
الثامن والعشرون. وأنا ما زلتُ أذكركَ في المنزل، مازلتُ أذكر تفاصيلَ أيامنا ومحاولاتنا كمراهقات الخروجَ سوياً، اتصل بك، ثم بها، ثم ترضون وتستمر الحياة. كيفَ طبعت لنا أوراقاً كانت بدايةَ مسيرةٍ معينة في حياتي أنا شخصياً.
كيفَ كنتَ وكيفَ رحلت وكيف تعلمنا منكَ الكثير.
دَعْ ذاكرتي تخونني فالثامن والعشرين من مايو في كلِ عام هو حين تقرر ذاكرتي أنا تلتصقَ بي ولا ترحل.
منذ أسبوعين اعتقدتُ أن الذاكرة تحتاج بضع سنوات لتمحي تواريخ لدينا، وخانتني الذاكرة فاحتفظتْ بك.
دمتَ سلاماً أينما كنتْ، ودمتَ سبتَ نورٍ في كلِ عام. دمتَ في الذاكرة لا ترحل، في كلِ يوم وفي كل عام.
دمتَ وداً حتى وإن لم نعد نراك، لكنكَ هنا نورٌ لا يرحل.
28-5-2017