Sunday, April 20, 2014

حول العالمِ انطلاقاً من العاصمة القدس


حول العالمِ انطلاقاً من العاصمة القدس

أسعدَ الله صباحكِ يا عكا.. يا أجملَ مدينةٍ على هذهِ الأرض..
أمنَ المنصف أن ندعو مدينةً بأنها أجملُ ما على الأرض؟ فجميعُ الأرضِ جنتُنا..
نبدأُ من عكا التي وطئتُها أنا لمرةٍ واحدة, 14-2-2013, وأدعو من من أعمقِ إيماني أن تُعادَ مرةً أخرى, عكا المحتلة ولكن لا يسكنها الصهاينة المغتصبون, معظمُ سكانها ما زالو من العرب, اجملُ بقاعِ الأرض دنسوها بحثالتهم , وبالرغمِ من كلِ الأسى يفرح الفلسطيني عندما يرى أن معظمها عربٌ فيها صامدون.
مروراً بالساحلِ الفلسطيني حيفا ثمَّ يافا, حيفا بجمالِ حجرِ مبانيها الأسود تبعثُ في النفسِ قلقاً أكبر لتواجدِ اليهودِ فيها, والمنظرُ من حديقةِ البهائينَ لا يمكنُ أن تصفهُ كلمة. ننتقلُ ليافا, عروس البحر, العجمي فيها شطٌ خُرافيّ! والسمكُ فيها لن تجدَ مثلهُ أبداً, ولن تجدَ مثل حمضياتها, ففي كلِ ليمونةٍ تجدُ ما يساوي كأسَ عصير, ولكن بها تواجدٌ صهيوني يدمر ُ الأعصاب..
القدس, و" في القدس من في القدس لكن لا أرى في القدسِ إلا أنت - تميم البرغوثي- " يؤرقُ القلبَ منظرُ اليهود المتعصبين الذين يمشون بذيلوهم المعلقة في وجووهم في أزقةِ القدسِ القديمة, يدمرُ الأعصاب منظارهم معتبرينَ الأرض المقدسةَ أرضهم, ويبكي العينَ دماً اعتبارهم القدسَ حقهم الشرعي!
إلى عمّان يا أم العواصم, عمّان الخلابة الساحرة الفاتنة, عمّان الراحة النفسية وراحة الأعصاب من كلِ مكروه, عمّان يا مدينةً عجزتُ عن وصفكِ! عمّان "اانعكاس لبقايا جمال عالقة في عينيّ بقايا وطن , وبقايا إنسان غارقٍ في العشق . - ليلى خليفة" عمّان يا وجعَ الجمالِ والعشقِ والحياة.
إلى إربد عروس الشمال, إلى المكان الذي يمتازُ بالهواء العليل "اللي بِيرُدْ الرْوح", كيف لا وهي إربدْ! كيف لا وإربد وردةُ حوران وأبهى ما فيها ..
إنتقلاً في الشرقٍ الأوسط لمدنٍ لم أزرها, آسِفَةً!
 دمشقُ يا عشقاً تَوَلَّدَ لدي بعد إن هبتْ الثورةُ فيها, بتُ أراها الأندلسَ القريبة التي حرمتُ من زياتها سابقاً وسأحرمِ من زياتها حتى ينتصرَ الحقُ فيها.
بيروت يا بيروت, لدي فضولٌ لا أعرفُ تبريراً له ولكن أريدُ زيارتكِ, أريدُ أن أرى "باريس الشرق".
بغدادُ يا بغداد يا أمنيةَ حياتي, منذُ أعوامٍ وأنا أصرُ على أهلي بزيارتها, وما زالت لم تتحقق أمنيتي, لماذا وكيف وما السبب, لا أدري, ولكنَ اسمكِ لوحده يسحرُ القلب.
كربلاء, أودُ زياتها في عاشوراء! بالرغم أن صديقةً عراقية أكدَّت لي أنهم أنفسهم لا يذهبون لها في عاشوراء بسبب الإزدحام القاتل.
مكة, قيلَ لي أن منظرَ الكعبةِ يقَسِمُ حياتكَ لمرحلتين, ما قبل رؤيتك لها وبعد رؤيتها..
لننتقل للشرقِ قليلاً,يعتريني فضولٌ رهيب أن أزورَ الهند وأركبَ أحد أفيلتها منذُ أن قرأت "حول العالم في 60 يوماً", ومنذُ أن علمتني معلمةٌ هندية في آخر عامٍ لي, معلمةٌ فريدة من نوعها!
نصلُ نيوزيلاندا, دولةٌ لربما لا يعرفها معظمُ القارئين! ولكن, كان لي منها أحد أوائل أصدقائي في العالم, صديقي في الصفوف الدراسية الأولى في بريطانيا, وأرغبُ بزيارتها لهذا السبب الذي لربما يدعى سخيفاً.
نعودُ لغرب نقطة المركز - القدس-, غزة! غَزَّةُ هاشِم, غزة البحر والصمود, غزة قلعةُ الجبابرة, غزة يا وطن الرجالِ ومرتعهم ومنبتهم وأصلهم.. "أهلها نشامى ورجالا جبّارة", غزة التي سمعتُ عنها قصصاً كثيرة جعلتني أتوقُ لزيارتها وأكلِ سمكها والعيشِ على بحرها الجبّار.. غزة قلعة الجبابرة..
إيطاليا: روما والفاتيكان, أتوقُ لزيارتهما لأستمتعَ بالباستا الإيطالية أمام المباني الكبيرة, المذهلة والمهيبة!
تونس هي البلادُ التي تشوقتُ لرؤيتها بعد محبةٍ جمّة لأصدقاء لي فيها, انتقالاً لمغرب السحرِ والجمال بسبب حبِ أبوي الجمِّ لها.
نترفعُ قليلاً وصولاً للأندلس, ممكلة العظمة, لمَ لا نزوها فاتحينها مجدداً؟ أم أعجبتْ شبابنا الإسبانيات, كما أعجبت اليهوديات البعض في فلسطين!!
بريطانيا العظمى وما أدراكَ ما هي بريطانيا! هي الشمّاعةُ الأولى بالنسبة لنا لضياعِ فلسطين في وعدها الباطل, وعد بلفور, "وعد من لا يملك لمن لا يستحق", ولكن ربما يعودُ السببُ هنا بتوقي للعيشِ فيها مجدداً لأني عِشتُها من قبل, بريطانيا علمتني الكثيرَ مما لا أفصلهُ عني أبداً, بالرغمِ من صغري ولكني أسستُ الجزءَ الأكبرَ من عقلي هناك, أتمنى أن أعودَ لأرى سكوتلاندا في أيامها الممطرة الحزينة على وقعِ موسيقى مزمارهم, ثمَ أنزلَ لأرى لندن, مدينة الضباب وأتخيلَ وقائعَ كتبٍ قرأتها عن حالِ الخليجين هناك, ومن ثمَ لأرى جبالَ ويلز التي لم أستطعْ رؤيتها أبداً.
آخر محطاتنا في الولايات الأمريكية المتحدة, بدايةً أرى نيويورك والقسم الشرقي الأعلى منها The Upper East Side و منهاتن, أغرمتُ بمسلسلٍ حضرتهُ آلآف المرات حدثَ هناك وحدثت جميعُ وقائعه فيها, Gossip Girl, وفي الولايات المتحدة ننتقل لأتلاتنا وفضولي لرؤية أماكن وقوع أجمل كتاب حرب وحب وحياة قرأته في حياتي, كتاب "ذهبَ مع الريح Gone with the Wind".
محطاتٌ عدة حولَ العالم في حياتي جميعها أتمنى زياتها..

No comments:

Post a Comment

هوامش عن الموت 1

متى نعلم الناس بتلك الأخبار التي تزعجهم؟ والتي إن عرفوها لا يعودون لحظة للخلف. متى نقرر كيف نخبر الناس ما يؤلمهم أو يفرحهم، تلك الأخبار التي...