العشق في رام الله .1
شموخُ حجارةٍ تجعلكَ تقفُ صامتاً أمامها, تتذكرُ للحظةٍ عدة عبارات أولها "الصمتُ في حرمِ الجمالِ جمالُ, كلماتُنا في الحبِ تقتل حُبنا, إن الحروف تموتُ حينَ تقالُ".
في رحلةٍ غير مسبوقة لمجموعة كبيرة من قرى رام الله أكتشفُ نفسي أكثر! في بداية النهار كنتُ أتحدثُ مع رجلٍ قدير وسألني عن عمّان, للحظة لم أعرف هل جوابي سَيَفي عمّان حقَّها؟ أهواها وأعشقها , فعمّان لدي قصةُ عشقٍ لوطنٍ لم أعش فيه كثيراً, لأرضٍ أعطتني أكثر مما أتصور! والآن أنتقلُ لرام الله, التي أعتبرها الوجه الآخر للعملةِ ذاتها, الوجه الآخر لعمّان!
رام الله المدينة كانتْ مذهلة عندما وطِئتُها أولَ مرة في 2008, واستمتعتُ بها ثاني مرة في 2010, ولكن قصة اللذة بالحياة فيها ولها بدأت منذُ سكنت بيرزيت ولا أظن أنها ستنتهي أبداً, كنا اليوم في "العاصمة الأبدية سلواد", أذهلتُ بجمالِ المنطقة ولربما هذا ناجمٌ عن رغبتي الشديدة بزيارتها منذ أن وصلت هنا, ذهلتُ بأعدادِ العمليات والفدائيين والمقاومين فيها, ولأول مرة تعجبني قهوةٌ عربية بصدق كانت عند أهلها!
من سلواد تنقلنا مروراً بما لا يقل عن عشر قرى من محيط رام الله, جمالٌ مذهل وساحر, للحظة يكونُ الإنسانُ عالقاً بينَ السحاب, جالساً في السماء أمامَ جمالٍ ربانيّ, فلسطين يا جنَّةَ الأرض!
في فلسطين ومروراً بكلِ حجر هناك قصةٌ تستحقُ أن تروى, هناكَ حياةٌ داخلَ كلِ صخرة لم تظهر بعد, فمروراً بكلِ طريق تجد قصة بطولة ومقاومة, تجدُ ما لا يستطيعُ عقلٌ حفظه أو استيعابه في مرة واحدة.
شعبٌ جابر بقيادةٍ محبطة للأسف, سممتنا قيادتنا الحالية "بالمقاومة السلمية" حتى بِتنا نطلبُ الإذنَ للسير في مظاهرة! لديَ قناعةٌ لا تعجبُ العديدين أن لا سلمية تفدينا ولا مظاهرةَ تحررنا. شعبنا جابر لا مثيلَ له يقدمُ بلا مقابل, يريدُ استعادة حقٍ سُلِبْ, وأنا أصر, ما أُخِذَ بالدمْ لا يرجعُ إلا بالدمْ.
مشاعرٌ لا توصف في عدةِ ساعات, وحياةٌ لا زلتُ أدركُ لحظةً بعدَ لحظة تفاصيلها, أستغربُ من مشاعر تتولدُ لديّ بوجودي في مكانٍ محدد, آراءُ أكونها من نظرةٍ لزهرة واستيعابٍ لتفصيل أبسطَ من البسيط.
No comments:
Post a Comment