Friday, December 12, 2014

إن كانَ كذبة .. 1


إن كانَ كذبة


يا عزيزي إن كان كل ما في هذه الدنيا كذبة, فلمَ الحياة, إن كانت أمانينا تتحققُ لفترةٍ بسيطة, وإن كانت أيامنا متشابهة فلمَ نحيا؟
سؤالُ الوجود موجودٌ منذُ يدءِ الوجود, ولن يذهبَ أو يزول.
أكلُ ما في الحقيقةِ كذب كما زعمت صديقتي, ولكن لا, فإذاً لمَ الحياة.
أجملُ ما فيها أنها لا تؤمونُ بشيء, ولكن من عينيها ترى الإيمان بالحب, وبالحبِ فقط, فقد كفرت بالكائناتِ وبالكونِ وبخالقهم, كفرت بكلِ شيء, وعلى حدِ تعبيرها أنها لا ؤمنُ بشيء ولكن تؤمنُ بكلِ شيء في نفسِ الوقت, هي التي رأيتُ إيمانها بالحب بينَ عينيها أكثرَ مما آمنت بأي شيءٍ آخر في هذه الدنيا, بالحبِ فقط هيَ تحيا.
وأمٌ أخرى  هي التي كانت تؤمنُ باللهِ والحب, ذهبَ الحب ولم يبقَ لها سوا الله لتؤمنَ به, لم يبقَ لها سوا الأطمئنانُ الروحي ليقيها من بردِ الوحدة, ولكن إن كانت مؤمنةً باللهِ وقضائه وقدره لمَ لا تستطيعُ الإيمانَ بأنَّ زوالَ هذا الحب هوَ قضاءٌ وقدرٌ أيضاً, وبعدَ هذه السنوات لماذا لَمْ تُقنعها الأيامُ بعد أن ما ذهب هو الخسارة وأن الآتي هوَ الأجمل, أليسَ الإيمانُ بالله يجمعُ الإيمانَ المطلق بالقضاءِ والقدر بينَ ثناياه؟
تألمت فتعملت, وفَرِحتْ فابتهجت فتعلَّمَت أكثر.. ولم تسعفها الأيام لتشعرَ الأحساسيسَ بكاملِ ما تحوي, ففرحتها كانت سريعةً لم تشعر بها, وحزنها كانَ عظيماً لم يكفِها لتشعرَ به فمرَّ كصدمةِ العمر.. لم تكتمل لديها المشاعر منذُ أصبحت واعية.
هو الذي لم يتوقع لمسٍّ منَ الجنون مثلها أن يراوده, هو الذي استغربَ ما حدث وهو الذي ما زالَ مستغرباً من النتائج.
لن تسهلَ على أحد, ولن تسهلَ على كافر دامَ إنساناً..

هوامش عن الموت 1

متى نعلم الناس بتلك الأخبار التي تزعجهم؟ والتي إن عرفوها لا يعودون لحظة للخلف. متى نقرر كيف نخبر الناس ما يؤلمهم أو يفرحهم، تلك الأخبار التي...